v1 - blackبلوغز
من مقاومة الاستعمار الى دار الموضة في باريس .من هي ياسمينة شلالي

من مقاومة الاستعمار الى دار الموضة في باريس .من هي ياسمينة شلالي

Photo of إيناس

إيناس

٥ دقائق للقراءة   •   6 مارس 2025

ياسمينة شلالي تزادت و تربات في حي بولوغين في ضواحي العاصمة، وين اكتشفت حبها للموضة من صغرها. تحت اسم “ياسمينة”، أسست أول دار جزائرية للموضة الراقية، اللي بَدات في العاصمة ومن بعد فتحت في باريس. كيفاش صرات هاد الحكاية؟ خلونا نعرفو أكثر!بزاف من المصممين العرب والشرقيين مرو على باريس، لكن غير قلال اللي قدرو ينجحو في عاصمة الموضة، يتركو بصمة باقية، ويحصلو على الاعتراف من الإعلام. ومن بين هاد الأسماء، المصممة الجزائرية ياسمينة شلالي، اللي خطفت الأنظار بعرض أزياء مبهر في معهد العالم العربي في باريس.
لم يقل دور ياسمين في الموضة على اهميتها في الحروب ضد المستعمر و موقفها الجريء للحفاض على وطنها
ياسمينة هو اسمها الفني، أما اسمها الأصلي فهو فاطمة الزهراء. وتعتبر من رواد مصممي الأزياء في بلادها.
ياسمينة ما ترددتش نهائياً كي جات لحظة النضال من أجل حرية بلادها. كانت مؤمنة بلي واجبها هو مقاومة الاستعمار، ودارت هاد الشي بالطريقة اللي تعرفها مليح—كانت تنقل رسائل سرية لمجاهدي جبهة التحرير الوطني. لكن في نفس الوقت، كانت إنسانة عادية تحاول تبني حياتها وتخدم باش تعيش. حتى جات اللحظة اللي يخافها أي مناضل: اعتقلوها مرة أخرى، وهاذ المرة مع رفيقة في الكفاح.
yassmina in time of algerien war 1960
كي فتشوا الاستعماريين أغراضها، ما لقاوش اللي كانو راهم يستناو فيه. بلا ما يطيحو على وثائق تجرمها، لقاو عندها عناوين ممثلات فرنسيات وعارضات أزياء، حاجة خلاتهم حائرين. لكن ياسمينة ما كان عندهاش الوقت باش تفكر في حيرتهم. من غرفة قريبة، كانت تسمع أصوات تعصر القلب، صراخ تعذيب يخلي أي واحد يرتعش.
وبعدها بدات الحرب النفسية. قالولها: “باباك راه لداخل.” وكأن هذا ما يكفيش، داروها في شوارع العاصمة فوق سيارة عسكرية مكشوفة، باش الناس يشوفوها ويظنوها خائنة. وفي نهار آخر، جروها حتى برج كنيسة “نوتردام إفريقيا” وهددوها باش يرموها من فوق السطح. لكن رغم كلش، ما تكسرتش.
وفي الأخير، كان النصر حليفها. الثورة ربحت، ومع توقيع اتفاقيات إيفيان، الجزائر ولات حرة أخيراً.
لكن الحرية، وش معناها بالنسبة لياسمينة؟ بالنسبة للكثيرين، كانت وقت باش يعمرو اللي تهدم ويلقاو دوا لجراحهم. أما بالنسبة ليها، فكانت أيضاً لحظة للإبداع. خدمت أول عرض أزياء لها—حاجة ما كان حتى واحد يتصورها في بلاد خارجة من تحت رماد الحرب. عروض الأزياء كانت تقليد فرنسي، لكن ياسمينة ما قبلتش الفكرة بأن الجمال والأناقة ملك لشعب واحد فقط.
ومشات أبعد من هذا، سَمّت بعض تصاميمها على أسماء شخصيات ثورية—خطوة جريئة سببت جدل كبير.
yassmina in time of algerien war 1960
كي بدات الجزائر توقف على ساقيها، هي ثاني لقات طريقها. تزوجت برفيقها في المقاومة، القائد عزدين، الرجل اللي كانت تعرفه غير باسمه الثوري، رابح زيراري. مع بعض، بنوا حياتهم. لكن السلام، كما تعلمت، ما كانش حاجة مضمونة.
ما طولش الوقت حتى بدات البلاد تهتز. التهديدات بالموت تبعاتها، ومحاولات الاغتيال ولات واقع مخيف. ياسمينة عرفت بلي ما عندهاش خيار آخر، كان لازم عليها تروح. رجعت لباريس، لكن الجزائر ما غادرتهاش أبدًا—لا من قلبها، لا من أعمالها.
كانت بلادها دايماً معاها في كل خطوة. من مقرها الجديد، بنت إمبراطورية في عالم الموضة، فتحت ورشة خياطة كبيرة، وأطلقت ماركتها الخاصة.
واليوم، ياسمينة رجعت للعاصمة، وين تسير دار أزياء ناجحة تخدم فيها 200 شخص. عاشت الحرب، المنفى، والتهديدات، لكن حاجة وحدة ما تبدلتش: هويتها، صمودها، وإيمانها الراسخ بأن الجزائر وشعبها يستاهلو الجمال، القوة، والفخر.
قصة ياسمينة هي قصة صمود، صنعتها قوتين عظيمتين: عظمة الثورة الجزائرية وشجاعة مجاهديها، والعالم الفني الزاخر اللي اكتشفته في باريس. كبرت بروح التحدي، لكن أيضاً بشغف لا يتزعزع تجاه الإبداع.
من وهي صغيرة، عرفت وش معنى الظلم. بينما الأطفال الآخرين كانوا يحلمو بالذهاب للمدرسة، هي تحرمات من هذا الحق. السلطات الاستعمارية قررت أن الأولاد الجزائريين ما يحتاجوش تعليم—بالنسبة ليهم، كانو مخلوقين للأعمال اليدوية فقط. وهكذا، بدال ما تجلس في قسم تقرا، لقات روحها في مدرسة مهنية، وين كانو البنات يتعلمو غير كيفاش يكويّو الملابس. لكن ياسمينة كانت تبغي أكثر.
دور عائلتها في المقاومة كان فصل آخر حاسم في حياتها. ما كانوش غير داعمين، بل كانوا يخفّو المجاهدين، ويوفرو لهم الملجأ والأمان. لكن الشجاعة عندها ثمن. في يوم من الأيام، تم اعتقال ياسمينة وأختها. كانت ما زالت طفلة، صغيرة بزاف باش يدخلوها للحبس، فقرروا عقابها بطريقة أخرى: نفوها بعيد.
باريس ولات ملجأها، لكنها ما كانتش دائماً مدينة مرحّبة. كجزائرية، واجهت العنصرية والتفرقة، إشارات واضحة بأنها غريبة عن المكان. لكن ياسمينة ما قبلتش تكون ضحية للعنصرية. بالعكس، تحدّت كل شيء، كملت قرايتها، وما اكتفتش بالنجاح—بل تفوقت. كل عقبة واجهتها زادت من إصرارها على فرض وجودها، وأثبتت أن لا الحرب، لا المنفى، لا التمييز، يقدرو يوقفو طموحها.
from Yassmina Chellali collection
كي بدات ياسمينة التكوين في ورشة جاك إستيريل، كانت شابة هادئة وصغيرة في البنية، تبعد على الأضواء وتفضل تبقى في الخلفية، مخفية وراء العارضات. لكن اجتهادها والتزامها القوي لفتو انتباه صاحب الورشة، اللي شاف فيها موهبة كبيرة وعرض عليها منصب عمل.
وفي موقف غير متوقع، لقات روحها في دور عارضة أزياء! الفريق كان يحتاج شخص باش يقدم زيّ راقصة شرقية في مهرجان، وياسمينة قبلت التحدي، وخطت خطوة جديدة في عالم الموضة.
هذه نسخة مبسطة من الشدة التلمسانية، التي تم إدراجها سنة 2012 في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية من قبل اليونسكو.
في هذه الصورة، العارضة تلبس حلقات وقلائد تقليدية تسمى السخاب والمخابل، المصنوعة من اللؤلؤ، فوق غليلة بدلًا من القفطان الجزائري التقليدي، وسروال مدور بدلًا من الفستان الحريري التقليدي المعروف بـالمنسوج.
للمزيد من التفاصيل، يمكنكم مشاهدة الفيديو الكامل على موقع اليونسكو.
ياسمينة شلالي مصممة أزياء جزائرية رائدة، كرست أكثر من ستة عقود للحفاظ على التراث الثقافي والاحتفاء به من خلال أعمالها. تأثيرها تجاوز حدود الجزائر ليصل إلى الساحة العالمية للموضة، حيث نالت تقديرًا دوليًا.
في 2020، تم تكريمها في أول نسخة من جوائز الموضة الشرقية التي أقيمت في دار اليونسكو بباريس، وهو حدث يحتفي بالمصممين الملتزمين بالحفاظ على الحرف التقليدية العريقة. وكان هذا التكريم مجرد إحدى المحطات البارزة في مسيرتها الحافلة.
كمناصرة شرسة للثقافة الجزائرية، مزجت ياسمينة ببراعة بين التقاليد والموضة العصرية، مقدمة تصاميم تحكي قصة تراث، أناقة، وابتكار. تأثيرها تعدى حدود الجماليات، حيث أعادت تعريف الأزياء الجزائرية على المستوى العالمي، وأثبتت أن الموضة ليست فقط انعكاسًا للهوية، بل أيضًا جسر يربط بين التاريخ والحداثة.

ياسمينة والمشاهير

في 1963، رجعت ياسمينة لبلادها بعد فترة قصيرة من استقلال الجزائر، وأسست أول دار للأزياء الراقية في البلاد، اللي سمّتها “ياسمينة كوتور”. من البداية، كان هدفها واضح: إعطاء تصاميمها هوية جزائرية تقليدية قوية.
على مدار 40 سنة من الإصرار والتفاني، قدرت تفرض اسمها في عالم الموضة وتبني سمعة مرموقة. من بين زبوناتها، زوجات رؤساء الجزائر هواري بومدين والشاذلي بن جديد، وأيضاً الملكة رانيا (الأردن)، سهى عرفات، وإيفانكا، زوجة رئيس يوغوسلافيا السابق تيتو.
في فرنسا، تصاميمها لبستها السيدة الأولى السابقة دانييل ميتران، أما في عالم الفن، فتألقت بملابسها المغنية الجزائرية وردة، والفنانة الإفريقية مريام ماكيبا، والممثلات ميشيل مورغان وكلوديا كاردينالي.
لكن واحدة من أفتخر لحظاتها كانت لما فالنتينا تيريشكوفا، أول امرأة تسافر إلى الفضاء، لبست تصميم يحمل توقيع “ياسمينة”.
ياسمينة شلالي ماشي غير مصممة عادية هي امرأة حديدية و واحدة من رموز المرأة الجزائرية المثابرة و المجتهدة لي ناضلت باش تحافظ على تراث بلادها و تطور فيه و تشهرو و توريه للعالم
Photo of إيناس

إيناس

٥ دقائق للقراءة   •   6 مارس 2025